الدر المكنون - آية محلعين -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجرد نبض قلب

اذهب الى الأسفل

مجرد نبض قلب Empty مجرد نبض قلب

مُساهمة من طرف Admin 2016-08-25, 9:16 pm

مجرد نبض قلب Medita10


لم يكن لينتابني شعور كهذا من قبل ….رجفة في قلبي تعقبها دمعات مستسلمة و لا أدرك السبب …ما يخيفني أكثر حاسة التنبؤ الصادقة معي دوما ….آه يا زمان هل ستخطف مني حبيبا من أحبابي …هل يرضيك أن أعيش في كدر …إرحم الفؤاد فما عاد يسعني ضيق و لا حسرة ….لقد أنهك كاهلي عبئ الإشتياق أناس أحببتهم و إستأنست ببسماتهم و صدقت وعودهم لي ثم إستيقضت على ركام ذكريات لم يعد لها حاضر  كيف رحلوا دون سبب؟؟؟لما تركوني هكذا ؟؟؟!!

أنا لم أخطئ في حقهم …لست بمقصرة و الله صدقوني …أحسست بخذلان و لم أقصر في عتاب نفسي التي هي الأقرب لي …. دمرتها بعتاب و لوم و لم يشفى غليلي منهم…. لكنهم من يستحق العقاب و النكران و ليست نفسي… التي قسوت عليها … لما يا زمان …أهو إنتقام القدر مني بطعنات غادرة من رفاق جعلتهم لي أشقاء …وهبتهم سري دون تردد لأجده في أفواه العامة يردد …جعلوه مسرحية العصر للأسف …أستحق ذلك ..أليس المغفل من لا يستطيع أن يخبئ سره و يدفنه بين ضلوعه و يلوم الناس على عدم كتمانه …نعم أنا المغفلة …لكن ألآم الطعن الغادر قاس …

أم أنك أيها الزمان ستشمت بي أعادائي كما فعلت و جردتني من شهادات النجاح و مدالييات التفوق …جعلتني أسقى من الخسارة حتى الثمالة …أخبرني بالله عليك ماذا تنوي هذه المرة ..ألا يكفيك روحي العالقة بصدري …كم من مرة شارفت على الفراق لكنك منعت ذلك و أعدتني لعالم الحياة الميتة …التي ماتت فيها القلوب …و غاب فيها الضمير عن مسرح الأحداث… ليحل مكانه الطمع و حب الذات …هل يروقك أن تراني أتعذب بين الماضي و الحاضر ….ألا تخشى من إنتقامي …أم أنك تجهل نصيحة الحكماء التي تخبرك أنت بالذات… أن الذي لا يملك شيئا يخسره في حياته لا يخاف من الخسارة …

لا أدري هل هو إستهتار منك أم هو إستفزاز لي … أنت تقيدني لكنك في الحقيقة مقيد معي …لقد منعتني حريتي لتمنع منها أنت دون إدراك… هذه هي الحياة كما تدين تدان …لقد مللت من مطاردتك و تتبعك …قواك الخارقة لم أعد أحتاجها …أريد أن أعيش بطبيعتي دون تصنع …دون ضغط …دون قيود…ألا يمكنك الرحيل بعيدا عني …أخبرتك و هذا ما يؤكد كلامي …أنت يامن تأسرني مقيد أكثر مني …

غريبة هي الحياة نعيش فيها لنحيا …و نجعل شعارنا أنه من المحال أن يكون هناك محال …نأول الأحلام و نسعى لتفسيرها أكثر من الواقع …أحلام سعيدة …لطالما تبادلت مع من حولي هذه العبارة لكن لما لا أحد يجرؤ على ترديد عبارة…. واقع أجمل و أروع من تلك الأحلام السعيدة …لما !!!!! أم أن هذه العبارة كابوس مرعب يخشاه أولائك الذين يتوسدون الريش ….للأسف الكل نفسي نفسي …أخبرني أيضا يا زمان عن ما سيحل بي مستقبلا …و ما يخبؤه القدر لي هدايا رائعة أليس كذلك …واثقة بربي جدا بل كلي ثقة ….بالرغم من أني أراك ترفس الحلوى التي أشتهيها…. بقدميك و ترميني بها و هي ملطخة بملوثات الحقد و الكره …للأسف لن أتردد في أكلها حتى و إن لوثتها …ربما ما بداخلي سيقهر سواد و ووساخة المظاهر الخادعة….

ذاكرتي قوية و هي عذابي و نقمة لي …فبكل يوم تعمد على تذكيري بما جرى معي سابقا …..أتذكر يوم خسارتي بعد جهد مضني بذلته لتحقيق حلمي …ليس الخطأ في الجهد المبذول بل في الدرب التي سلكتها …. نعم ليس العيب أن تمشي كالسلحفاة في درب صحيح… بل العيب أن تمشي كالأرنب في درب ضال …ليس ذنبي …أنت من غيرت لي إشارات المرور و عكست دربي ..لا تنكر … لكني ندمت في شيئ واحد لم أصغي لقلبي الذي ضل يردد بسكون لا تتبنني بعسل تلك الكلمات… إنما قرص النحل السام داء و ليس دواء …و أصغيت لعقلي الذي يجمل الصورة تحت شعار لم أرى منه أي سوء ….خدعتني يا عقلي ….نعم القلب دليل صادق لصاحبه ….و بقلوبهم أفلا يبصرون  ..

أذكر حين كنت أعشق الخيال… و كان الجميع يتصدى لي…نعم الجميع يردد عيشي الواقع ..دعك من الأوهام …هيا أفيقي لقد غرقتي في عالم غير موجود… أخذوني لحافة القمم الشاهقة… و قالوا في الأسفل عالم الواقع …إرمي نفسك إليه و ليس هناك جاذبية… إقتنعي.. ستحركك الأقدار نحن دمى تحركنا الأقدار ….كنت أسمع صوت صراخ يعلو و ضحكات متعالية …أحسست بشوق لتجربة ما لم أجربه سابقا …أغلقت باب منزل الأحلام بمفتاح الوداع و تركت المنزل الذي كنت أزوره في السرور و الكدر …في النجاح و الخيبة …تركته بلا رجوع و رميت بالمفتاح ….لأنسلخ عن شخصيتي و أقتنع بكلام العامة…. و رميت بنفسي من قمم الخيال إلى ما ينتظرني في جعبة الواقع…. و كلي أمل أني لن أسقط بسبب الأقدار …رميت بنفسي لأستمتع بالصراخ أيضا و الضحكات العالية ….إلا أني وجدتهم يصرخون من الضياع و تلك الضحكات الا متناهية القاهرة ليست من السعادة إنما هم يضحكون كالموتى….بل كالمشلولين يقهقهون دون سبب ….نعم إنه عالم الواقع الذي كثرت فيه قلة الأدب و و كثر فيه القتال و عمت فيه الحرب …عالم شعبه إبل و حاكمهم ذئب ….يا لي من خرقاء …تركت وحدتي الهادئة الصافية و بحثت عن الشعور الإجتماعي… الذي هو ضجيج خداع في خداع …لما ألا يكفيني ما أنا فيه حتى أسقط ليتفتت النخاع …دعوني وشأني …

يا طيور الأمل حلقي بلا جناح أخبريهم أن رحلة العمر كفاح في كفاح …دربها المؤول بختام و نجاح …ديننا دين سماح ….لا إقتتال و لا جراح …هل سنمضي و لا نبالي هكذا الضلم يزاح …فستعدي يا أمالي …للمعالي قصدا …فرحلة العمر كفاح في كفاح …

أنا و أنت ماء و نار …أنا النار الملتهبة التي لن تهدئ أبدا حتى تنتقم… و إن كان الماء يطفئ و يهزم النار… فالتعلم أن النار تبخر الماء ….لا يسعني الآن تعكير صفو أفكاري بالتباع القيل و القال ….و لكن فالتستعد لمفاجأة الإقتتال …لن أهدئ حتى أستعيد نجاحي على الأقل …

قلب يصرخ من الندم ….و أعين تجافي الليل ألم …أمالي لن تطوى و الحلم …نعم الذي سيغدو حقيقة أخطها و لو بالدم …أحكي فيها أمل جهد و عمل ….و أن الجهد تعب دون كلل ….و أن العمل سعي حتى العلل …لا تقل لن أستطيع …لا تقل هذا محال ..و إنطلق قبل الجميع …لون الدنيا تعال …

و أنت يا بلسم الجراح ….أعينيني بدعوة تعينني على الكفاح …تكون لي بسمة الصباح …و تكون لنار الظلم  برودة رياح ….لا أريد أن أظلم يا أم الروح ….لكني مللت من الظلم و ما عدت قادرة على ألم الجراح…


الكاتبة آية محلعين


اهداء الى مستقبلي jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor jocolor

Admin
Admin

المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 14/08/2016

https://aya-mehalaine.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى